نجح فريق جراحة العمود الفقري في مستشفى هيلث بوينت ومستشفى دانة الإمارات، وهما جزء من M42، في إجراء أكثر من 70 عملية ناجحة لعلاج انحناء العمود الفقري (الجنف) خلال العامين الماضيين، ما يؤكد التزامهما بتوفير رعاية تخصصية عالية الجودة للحالات المعقدة في دولة الإمارات.
ويُعد هذا الإنجاز ثمرة برنامج مشترك يقوده فريق من جراحي العمود الفقري وأطباء التخدير والأشعة والعلاج الطبيعي، إلى جانب الكوادر التمريضية، الذين يعملون في المستشفيين. وقد أسهمت إمكانية الحصول على رعاية متخصصة عالية المستوى محليًا في تقليص عدد المرضى الذين يلجؤون للعلاج خارج الدولة.
وقال عمر النقبي، الرئيس التنفيذي لمستشفى هيلث بوينت: "لا يمكن قياس هذا الإنجاز بالأرقام فحسب، بل بما يعنيه من إعادة الثقة والحركة ونوعية الحياة لمرضانا. ومن خلال تبادل الخبرات، واعتماد أحدث التقنيات، واتباع نهج متعدد التخصصات بالفعل، نفخر بتقديم رعاية تخصصية لعلاج الجنف ترتقي إلى المعايير العالمية. إن تعاوننا عبر شبكة M42 الموثوقة يُجسّد حجم الإمكانات التي تتحقق عندما تجتمع جودة الرعاية المقدمة مع سهولة الوصول إليها".
ويعالج الفريق متعدّد التخصصات مجموعة واسعة من حالات انحناء العمود الفقري المعقّدة، تتجاوز الجنف مجهول السبب، لتشمل الحالات العصبية العضلية، والخلقية، والمبكرة، والخلل التنسجي، إضافة إلى الحالات المتلازمية مثل العظم الزجاجي ومتلازمة مارفان. كما يوفّر البرنامج خيارات جراحية للأطفال ابتداءً من عمر أربع سنوات، وهو أمر نادر في المنطقة، باستخدام تقنيات مثل القضبان النامية لدعم التدخل المبكر وتصحيح العمود الفقري على المدى الطويل.
ويتميز البرنامج بنهج جراحي ثنائي الاستشارة يقوده كل من الدكتور وليد هيكل والدكتور ساندش لاكّول، وهما من جراحي العمود الفقري ذوي الخبرة الواسعة ويعملان عبر هيلث بوينت ودانة الإمارات. وقد أسفر هذا النهج المتكامل عن تقليص وقت العمليات، وتقليل فقدان الدم، وعدم تسجيل أي حالة للفشل في زرع الغرسات حتى الآن، إلى جانب تحقيق نتائج تصحيح إشعاعي تفوقت على المعايير المرجعية الدولية المعتمدة في مراكز علاج الجنف الرائدة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
من جانبه، قال الدكتور حسن بيضون، استشاري جراحة العظام ورئيس قسم تقويم العظام في مستشفى هيلث بوينت: "نحن فخورون للغاية بما أنجزناه في كلا المستشفيين، حيث يضمن نموذجنا الفريد إدارة كل حالة بدقة وأمان وتعاطف. والنتائج التي نحققها تضاهي المستويات العالمية، ومن خلال شراكتنا مع دائرة الصحة - أبوظبي، أصبحت رؤيتنا المتمثلة في إنهاء الحاجة للسفر إلى الخارج من أجل علاج الجنف حقيقة واقعة ".
واحتفاءً بهذا الإنجاز وتقديرًا لعزيمة مرضى الجنف، استضاف هيلث بوينت ودانة الإمارات مؤخرًا فعالية مجتمعية بعنوان "يوم نجاح علاج الجنف"، جمعت المرضى وعائلاتهم والفرق الطبية المكرّسة لرعايتهم. وسلّطت الفعالية الضوء على أهمية التشخيص المبكر، والتدخل الجراحي المتخصص، والدعم متعدد التخصصات على المدى الطويل.
من جهتها، شاركت ليلى الحمادي، إحدى المريضات اللواتي تلقين العلاج عبر برنامج الجنف، تجربتها قائلة: "بفضل الجهود الاستثنائية للفريق الطبي، لم أعد أعاني من الألم الجسدي أو الضغط النفسي اللذين كانا يؤثران بشدة على حياتي اليومية. توقفت عن الاعتماد على الأدوية والمسكنات، وأشعر الآن بقوة وثقة أكبر في جسدي. أنا ممتنة للغاية لأطبائي والطاقم التمريضي وكل من وقف بجانبي منذ لحظة دخولي".
ومن خلال تقديم رعاية معقدة للجنف داخل الدولة، يواصل كل من هيلث بوينت ودانة الإمارات تعزيز سهولة الوصول إلى العلاج، والحدّ من الاضطرار للسفر إلى الخارج، وتحقيق نتائج استثنائية للمرضى وعائلاتهم. ويعكس هذا النهج المتكامل رؤية M42 في تسخير التميّز السريري والابتكار والتعاون لدفع مستقبل الرعاية الصحية المستدامة التي تتمحور حول الإنسان.