عادة ما يحدث الجنف مجهول السبب في وقت مبكر من الحياة (الجنف المبكر) أو خلال مرحلة المراهقة (الجنف المتأخر) وأحيانًا حتى في مرحلة البلوغ.
ويعزى الجنف الخلقي إلى وجود خلل في الفقرات منذ الولادة، اما الجنف العصبي العضلي فهو ناتج عن اضطرابات عصبية أو عضلية يتعرض لها الشخص في وقت مبكر من الحياة.
تزيد احتمالية الإصابة بالجنف بين الأشخاص الذين سبق لأحد أفراد عائلتهم الإصابة أو من يعانون من ظرف صحي أو إصابة تؤثر على العمود الفقري والعضلات والأعصاب. يكون المصاب أكثر عرضة لزيادة الانحناء عندما تحدث الإصابة في سن مبكر؛ فنتيجة لعدم نضج الهيكل العظمي تزيد زاوية كوب (cobb angle) - وهي زاوية قياس مدى التشوّه في العمود الفقري.
ما هي علامات وأعراض الجنف؟
تتضمن أعراض الجنف ما يلي:
- عدم استواء الكتفين
- بروز أحد لوحي الكتف أكثر من الآخر
- عدم استواء الخصر
- ارتفاع أحد الوركين أكثر من الآخر.
- بروز أحد جانبي القفص الصدري للأمام.
- بروز أحد جانبي الظهر عند الانحناء إلى الأمام.
في معظم حالات الجنف، يدور العمود الفقري أو يلتف بالإضافة إلى تقوّسه من جانب إلى آخر، الأمر الذي يؤدي إلى بروز الأضلاع أو العضلات في جانب واحد من الجسم.
علاج الجنف في هيلث بوينت
نقدم في هيلث بوينت خيارات علاجية مختلفة لعلاج الجنف بدءًا من المراقبة ووصولًا إلى التدخل الجراحي. وبهدف ضمان رعاية شاملة ومتخصصة، يؤخذ بعين الاعتبار عدة عوامل قبل البدء بالعلاج ومنها الفئة العمرية للمريض وشدة الانحناء وموقعه ودرجة تقدمه، بالإضافة إلى تفضيلات المرضى وأهدافهم، وآراء المعالجين متعددي التخصصات بما في ذلك جراحي العظام وجراحي العمود الفقري والمعالجين الفيزيائيين وأخصائيي إعادة التأهيل.
وبالاعتماد على هذه العوامل، يمكن لأخصائيينا وضع خطط علاجية مخصصة تسهم في تحقيق النتائج المرجوة وتحسين جودة حياة الأفراد المصابين بالجنف.
تشمل خططنا العلاجية لمعالجة الجنف:
- المراقبة: بالنسبة لحالات الجنف الخفيفة، خاصة الأطفال الذين لا يزالون في طور النمو، قد يوصى بالمراقبة المنتظمة من قبل مقدم الرعاية الصحية، ويطلب في العادة إجراء التصوير بالأشعة السينية على فترات منتظمة لتتبع تطور الانحناء وتحديد ما إذا كان المريض بحاجة لأي علاج.
- التدعيم: غالبًا ما يوصى بالتدعيم للمراهقين الذين يعانون من الجنف المعتدل (مستوى انحناء يتراوح بين 20-40 درجة)، وذلك لمنع تفاقم الانحناء وزيادة درجته خلال فترات النمو. ومن أكثر أنواع الدعامات شيوعًا هي دعامة بوسطن، وهي عبارة عن حزام يرتديه المصاب لفترات طويلة من اليوم، عادة من 18 إلى 20 ساعة على الأقل.
- العلاج الطبيعي (طريقة شروث): طريقة شروث هي شكل متخصص من أشكال العلاج الطبيعي يهدف إلى تحسين وضعية الجسم ومحاذاة العمود الفقري وتوازن العضلات. وتتضمن هذه الطريقة تمارين خاصة وحركات تمدد مصممة خصيصًا لمساعدة الفرد على تقوية العضلات وتصحيح عدم التطابق في العمود الفقري.
- الخيارات الجراحية:
-
- دمج العمود الفقري: يعد هذا الإجراء الجراحي الأكثر شيوعًا لعلاج حالات الجنف الشديد (الانحناء أكثر من 40 إلى 45 درجة) والذي يستمر في التطور على الرغم من اللجوء للتدعيم والعلاجات التحفظية الأخرى. خلال عملية دمج العمود الفقري، يقوم الجراح بإعادة ضبط الفقرات المنحنية وتعديلها ودمجها معًا باستخدام ترقيع العظام والغرسات المعدنية (القضبان والبراغي والخطافات) لتثبيت العمود الفقري. وغالبًا ما تتضمن التقنيات الحديثة أساليب غير جراحية لتقليص وقت التعافي والألم بعد العملية الجراحية.
- قضبان النمو: تستخدم مع الأطفال الذين يعانون من الجنف المبكر الشديد، وهي عبارة عن حشوات قابلة للتعديل تسمح باستمرار نمو العمود الفقري مع التحكم في الانحناء. وبهدف مراعاة نمو الطفل، يقوم الجراح بتطويل هذه القضبان بشكل دوري من خلال إجراءات جراحية طفيفة.
- الربط الفقري (VBT): هو البديل الأحدث لعملية دمج العمود الفقري التقليدية وهو إجراء أقل تدخلًا يهدف إلى تصحيح الجنف عن طريق ربط ألواح نمو الفقرات على الجانب المحدب من المنحنى. وهذا يسمح باستمرار نمو العمود الفقري مع التصحيح التدريجي للانحناء.
بالإضافة إلى ما سبق، يطور أخصائيو جراحة الجنف لدينا خيارات علاجية متخصصة للحالات التالية:
- الجنف الخلقي الذي يظهر عند الولادة وغالبًا ما يحدث بسبب عيب في نمو العمود الفقري في الرحم. ويعتمد العلاج على عوامل مثل شدة الانحناء وعمر الفرد وأي تشوهات مرتبطة بالحالة في العمود الفقري.
- الجنف المبكر (EOS)، وهو أحد أنواع الجنف الذي يتطور لدى الأطفال دون سن العاشرة. ويعتمد العلاج لهذه الحالات على عوامل مثل عمر الطفل وشدة الانحناء وتطوره، وأي ظروف كامنة أو تشوهات مرتبطة بالحالة في العمود الفقري.